ما لا سيقولونه لك عند التحاقك بالجيش المصري
ما لا
سيقولونه لك عند التحاقك بالجيش المصري
يعد الانتماء كضباط للجيش المصري حلما لبعض طلبة الثانوية
العامة وكابوسًا بالانتماء له كعساكر لخريجي الكليات والمعاهد المدنية (يمكن
الرجوع لمقالنا هل دخول الكليات العسكرية والشرطة هو الحلم). في هذه التناقض
نستعرض بعضًا من صور الفساد داخل الجيش المصري الذي يطلق عليه العمود الأخير
للدولة؛ فهل هو عمود يعتمد عليه فعلا؟ هذه بعض صور الفساد وهي غيض من فيض وما خفي
كان أعظم.
1-التخصص
داخل الكليات
يتمثل التخصص في داخل الكليات بالواسطة والمحسوبية فمثلا
التخصص داخل الكليات الحربية من مشاة ومدرعات وإشارة وحرب الكترونية ليس لها
معايير محددة إلا رؤية مدير الكلية وكذلك في الكلية الفنية العسكرية في التخصصات
من ميكانيكا إلى مدني إلى غيره وكذلك في كلية الدفاع الجوي من صواريخ ورادارات
وغيره وهي التخصصات التي تؤثر على الضابط في الجيش المصري خلال مدى خدمته في الجيش
المصري
2-الوصول إلى
المناصب والقيادات
من المعروف أن المعيارية في الترقي ليس للابتكار؛ على
العكس فحتى لو تم النظر إلى ابتكارك وهو بعيد المنال فمن المعروف أنه (كلما اشتغلت
أكثر كلما أخطأت أكثر كلما أخذت عقوبات أكثر ولن تجني أي شيء زيادة لأن المرتب
واحد) وسيكون من لا يعمل هو الأكثر راحة على وجه العموم في الجيش ويكون معيار
الوصول هو مدى النفاق للقائد على إنجازاته، والقيادات التي يتكلمون عنها لا تملك
اتخاذ أي قرار إلا بالرجوع إلى مستويات عليا حتى في أقل الأمور وأبسطها فلا يملك
القائد اتخاذ أي قرار يليق بمكانته التي هو عليها.
3- تقييد
الحرية
ستجد مدى التدخل العسكري حتى في حياتك الشخصية فعلى سبيل
المثال:
أ- ستجد الشرطة
العسكرية تجري وراءك بحجة أنه ممنوع المشي مترجلا بالزي العسكري، وذلك مع عدم
توفير وسائل مواصلات مناسبة للتحرك.
ب_ ممنوع إعفاء اللحية، على عكس دول الخليج وحتى بعض الدول الأوروبية، والسماح بإطلاق
الشارب، وليس هناك أي معنى مفهوم تجده في ذلك إلا الخوف المرعب من أي مسحة إسلامية
في الجيش.
ج- ستجد أن
المخابرات الحربية سوف تلاحقك حتى بعد خروجك على المعاش بتقاريرها التي سوف تستمر
معك في أثناء تقدمك لأي وظيفة
أخرى.
د- عند دخولك
الكليات العسكرية أو ترشحك لأي بعثة أو مأمورية خارج البلاد سوف تتعرض لجهاز كشف
الكذب الذي ثبت عدم فاعليته ولكنه سوف يؤثر عليك ويُخضعك لتجارب نفسية سيئة.
ه- ممنوع الخروج
للمعاش لمن حصل على أي بعثة خارج البلاد إلا بعد مرور سبعة سنوات على الأقل من
تاريخ عودته من بعثته
و-السفر
بعد الخروج على المعاش مقيد لمدة خمس سنين إلا بالحصول على تصريح من الوزارة وغير
تلك من الصور للتقييد التي ما أنزل الله بها من سلطان.
4- الزواج
بأجنبية
ستجد أنه من القوانين العجيبة هو منع الزواج بأجنبية
وستجد أنه عقوبتها السجن لمدة سنة، إلا إذا كانت "أمريكية"، والسماح
بالزواج بعد الإذن من رئيس الجمهورية في الجنسيات العربية وحتى تلك ليست متاحا لكل
الجنسيات فهي مرفوضة لبعض الجنسيات مثل الجنسية السورية والمغربية وغيرهما.
5- التحكم في
زي الزوجة
ستجد أنه هناك تعليق على لبس الزوجة مثل النقاب والتشديد
على مثل ذلك الملبس والإحالة للمعاش مبكرا بسبب ذلك ومنع السفر وفي نفس الوقت فلن
تجد ذلك التشديد مع من يلبس زوجته ملابس فاضحة على وجه العموم أو في ملابس البحر
في مصايف القوات المسلحة.
6- الملحقية
العسكرية
يكون حلم الطالب العسكري هو السفر للخارج كملحق عسكري
للدولة أثناء خدمته لأنه يعرف أن ذلك طريقه إلى الثروة ولكنه سيجد شرطا عائقا في
طريق لذلك وهو الشرط الأساسي وليس ذلك الشرط هو مدى تفوقه وإنما هو أن تلبس زوجته
"الإيشارب الإسباني" الكاشف للرقبة، وجيبة أو بنطلون فوق الكعب وذلك
اقتداء بزوجة الرئيس وكان قبل ذلك أيام حسني مبارك ألا تلبس الحجاب أصلا فهل وجود
أي فرد في المنصب مرهون بأن تلبس زوجته مثل زوجة الرئيس معيار في أي دولة محترمة.
7- الراتب
من المعروف مدى تغرب الضابط في الثكنات العسكرية المنتشرة
بطول حدود مصر ومع ذلك تجد راتبه ليس بالراتب المرفه مقارنة بجيوش العالم وتجده في
مستوى أقل حتى من المتوسط على عكس ما يشاع وتجد مرتب الجندي 20 دولار شهريا؛
يضطر بهم أن يقترض من والديه أو يعمل في وقت إجازته الزهيد كي يستطيع فقط أن يعيش.
8- حافز
الانتماء والولاء
على المقابل من هذه المرتبات الزهيدة تجد أنه كلما ترقيت
في المناصب لها حافز انتماء وولاء وخاصة رتبة اللواء يتضاءل أمامها ذلك المرتب
بالإضافة إلى العضوية الشرفية لبعض المناصب الخاصة في بعض اللجان التابعة للدولة
التي يتحصل منها على الأموال بدون أي مقابل مما يثير الامتعاض في طائفة الضباط وفي
نفس الوقت يسعى للوصول بأية وسيلة لتلك المناصب من جهة أخرى.
9- الزي
العسكري
يتم صرف زي عسكري بمختلف أنواعه للضباط كل فترة وهذه
الفترة تجدها كبيرة مقارنة باستهلاكه للملابس التي هي أصلا ذات جودة رديئة مما
يضطره إلى تفصيل ذلك الزي كل فترة وإلى إهدار الأموال في تفصيل زي لا يلبس معظمه
أصلا لرداءته.
10-
المخابرات والرقابة الإدارية
يتم ترشيح الضباط حتى رتبة النقيب للعمل في المخابرات
والرقابة الإدارية وهي هيئات يسعى الضابط للترشح إليها لتضاعف مرتبه عدة مرات ورغم
تلك الاختبارات التي يخوضونها إلا أنهم يعرفون أن المعيار الأهم هو مدى تلك
المحسوبيات التي تعرفها في ذلك الجهاز الذي يساعدك في الدخول فيها.
11- القضاء
العسكري
القضاء العسكري أحد أدوات القوات المسلحة للسيطرة على
العسكريين ومؤخرا المدنيين وهو معروف بمدى تعسفه في الأحكام الصادرة عنه ومن حق
القائد تحويل الضابط للمحاكمة العسكرية ومن حقه بعد إصدارها عدم التصديق عليها
ومحاكمته مرة أخرى للحصول على حكم أكثر قسوة كما أن من حقه أن يخفف تلك الأحكام،
فأصبح هو القاضي والحكم، بدلا من انتداب لجنة من القضاء العادي والطبيعي لتكون
داخل المؤسسة العسكرية وممارسة التحقيقات المطلوبة.
بل إنه أصبحت هناك تهمة تسمى إحراج القائد إن سألته سؤالا
لا يعجبه؛ وهذه هي طبيعة المؤسسات في الدول المتخلفة عندها هاجس من أن يكون عليها
رقيب أو حسيب وتعتقد أن الزي العسكري وحده هو من يحول الإنسان من متآمر إلى وطني ، فمن المعروف أن القيادات
العليا لديها مثلث الرعب كما يسمونها المتكون من الأمن والشرطة العسكرية والقضاء
العسكري الذين مسؤولين عن إخضاع الأفراد للأوامر بطريقة مباشرة أو غير مباشرة.
12- الأمن
من المعروف أن قسم الأمن في الوحدة لا يتبع قائد الوحدة
تبعية مباشرة وإنما المخابرات الحربية ويأخذ أفراده وضعا خاصا عن باقي أفراد
الوحدة، كما أنه أهم وظيفة للأمن هو عدم وجود أي مسحة إسلامية لأي ضابط وعدم
الكلام في الوضع السياسي القائم في البلاد بأي نقد، ويستطيع أي شخص بأي وشاية
إخضاعك للتفتيش والتحقيق وإيقاف مسارك المهني وليس من حقك معرفة من أصدر تلك
الوشاية للتحقيق معه، والوظيفة الرئيسية لضباط ذلك الفرع هو الإبلاغ عن زملائهم
وتحريض بعض الضباط والصف والجنود للوشاية بزملائهم وهم ما يسمون (العصافير) كناية
عن نقلهم الأخبار.
13- الطوابير
العسكرية
يتم الاعتماد على الطوابير التي تهدر وقتًا طويلًا على
العكس من الاعتماد على التكنولوجيا الجديدة مثل جهاز الحضور بالبصمة الذي يحقق مدى
عدالة أكبر وذلك لكي يكون الأمر في يد القائد بدلا من جهاز الكتروني أعدل وحتى
عندما تم صرف تلك الأجهزة تم تحويلها للعهدة حتى لا تكون رقابة على القائد ولكن
القائد هو المراقب على من أدنى منه، بالإضافة إلى عدم أهمية الأوامر داخل تلك
الطوابير من صفا وانتباه وحتى الخطوة المعتادة والفقرات الاستعراضية التي تظهر في
حفل تخرج الكليات العسكرية يتم التدريب عليها لمدة أربعة أشهر على الأقل، مما لا
يوجد نظير لذلك في الدول المحترمة.
14-
الاستثمار
أخذت القوات المسلحة في اتجاهها للاستثمار وأصبحت مهمة
الجيش الأساسية هي الاستثمار ولو حتى على حساب الاستثمار عن الشركات الخاصة، والتي
تتميز عنها القوات المسلحة بوفرة الأيدي العاملة التي تعمل بالسخرة وبدون مقابل
وبتوفر الأموال السائلة الجاهزة لصرفها مباشرة، وأصبح الضابط في بعض الوحدات مهمته
متابعة بيع اللحوم والخضروات والزيت والسمك والجمبري بدلا من الحرب والقتال بل
وأصبح هذا من الأماكن المريحة له بدلا من التواجد من الأماكن الحدودية سيئة
الإداريات، كما أن تلك الأماكن تتطلب أيد عاملة كثيرة مما يزيد عدد المجندين ويؤثر
على كفاءة الخريجين من المعاهد والكليات الذين ينسون ما درسوه في كلياتهم المدنية
مما يؤثر على الكفاءة المدنية للدولة ككل، كما يؤثر ذلك على الأراضي الزراعية
المنتظر رعايتها من الأبناء في الريف وحتى ذلك الاستثمار أصبح على حساب الضباط
أنفسهم في المصايف والفنادق والنوادي التي تفضل المدني الذي ستحصل منه على عائد
أكبر ومن المستشفيات العسكرية كذلك التي تعالج الفنانين والمغنيين وأصبحت تحرم
عائلة الضابط وأصبح العسكريون مقيدين بالخريطة العلاجية لتقييد علاجه بمستشفيات
ذات جودة ليست بالعالية، كما أنه تم منع علاج الوالدين على نفقة القوات المسلحة
لتوفير النفقات، وعند دراستنا للتاريخ سنجد أنه بعد صرف مهمة الجيش في الدولة
العباسية عند غزو التتار عاصمة الخلافة بغداد إلى الزراعة والأسواق بدلا من
التدريب والقتال تسبب في غزوها بكل سهولة من التتار والقضاء عليها.
15-
المحسوبية في الجنود
من المعروف أن تكون عسكريًا أو ضابط احتياط يعتمد على مدى
طلب القوات المسلحة لبعض التخصصات وعلى مدى ما تعرف من واسطة كما أنه بعد أن تكون
عسكريًا مكان تواجدك وتوزيعك يعتمد بشكل أساسي على مدى ما تعرف من واسطة والمهنة
الأفضل الآن لبعض العساكر هي أن تعمل بالبوفيه مسؤول عن تحضير الشاي والقهوة
للضباط على عكس كثير من جيوش العالم التي توفر شركات مدنية لذلك.
16- الكانتين
أصبح المصدر الأساسي للصرف على الوحدة بالنسبة لقائد
الوحدة هو الكانتين فأصبح يغلق كافة المنافذ بالنسبة لأفراد الوحدة لكي يشتروا من
الكانتين بأسعار عالية كما أن الاستدعاء للعساكر بعد الخدمة يكون مصدر أساسي
لتشغيل ذلك الكانتين والحصول على الأرباح بدلا من الاعتماد على ميزانية الوزارة
التي تصرف على الحفلات والتشريفات.
17- التدريب
للجنود
من المعروف غياب التدريب للجنود على حساب العمل في الوحدة
في تنظيفها وكنسها وغسيل الحمامات وعمل الشاي والقهوة مما يجعلهم أفراد للسخرة فقط
بدون أي استعداد عسكري على أبسط قواعد الرماية.
كما أن الضابط والصف ضابط تحول عمله مع الجنود إلى ما
يشبه مقاول الأنفار وكلما نجح في تنفيذ الأوامر العليا بعيدا حتى عن التدريب وانما
في توجيه العساكر لرغبات القادة كلما كان ذلك أفضل له بدون النظر للغايات العليا
للجيوش.
كما أن أسلوب التدريب والتعليم في القوات المسلحة يعتمد
على التلقين والحفظ لمواد عسكرية بدلا من الاعتماد على وسائل التدريب الحديثة التي
تعتمد على إشراك المتدرب في أجهزة محاكاة حديثة مما يجعل أسلوب التعليم تقليدي لا
يجدي نفعا.
18- سوء الاداريات
الأعمال الإدارية بالغة السوء في
القوات المسلحة، بدءا من صرف المهمات العسكرية من ملابس وغيرها وإهمال مقاسات
الأفراد ما يجعله لا يبدو بمظهر عسكري لائق، وحتى سوء
خدمات الطعام ودورات المياه المُقدمة للجنود وضباط الصف
التي لا تليق بالشكل الآدمي ، كما أن الطعام زهيد جدا ولا يكفي ويضطر الجنود
للإعتماد على مصدر خارجي كالكانتين أو جلب طعام من خارج الوحدة.
19- الطبقية
بعد سوء كل تلك الخدمات نجد الطبقية
تتمثل في مظاهر البذخ التي تظهر في الحفلات والتشريفات والتفتيشات في أثناء زيارة
شخصية مهمة للوحدة وفي الوقت نفسه تتمتع أسرة الرئيس
بالسفر للخارج بطائرات القوات المسلحة للتسوق وجلب ما يحتاجه بتلك الطائرات من
الخارج في تجاهل تام لمعاناة الشعب، كما نجد تلك الطبقية في عدد السنين التي
يقضيها الجنود كخدمة اجبارية في القوات المسلحة حسب المؤهل الذي حصل عليه، مما
يجعل الوحدة تفضل العسكري غير المتعلم في الخدمة لأنه سيقضي معها فترة أطول ويجعل
المترشح للخدمة الإجبارية يحاول الحصول على مؤهل أكبر حتى ولو لم يكن سيحتاجه
ويقضي فيه السنوات الطوال بلا أي منفعة؛ كل ذلك لكي يهرب من الخدمة الإجبارية في
الجيش لمدة أكبر.
20- المدن
العسكرية
أصبحت القوات المسلحة توفر مساكن للضباط في مدن عسكرية
مجمعة بدلا من صرف قرض حسن للضباط لشراء وحدة سكنية في أي مكان في الدولة فهي بسبب
ذلك تسعى لهجرة الضباط من الريف إلى المدن وفي نفس الوقت تجعلهم هدفا شرعيا وقت
الحرب لضرب تلك المدن بدلا من توزيعهم في أنحاء البلاد، بالإضافة لسخط الضباط
والصف عن سوء الخدمات في تلك المدن وإهمال الصيانة المستمرة للمرافق وأنها بنظام
الإيجار التمليكي لمدة 30 سنة لا يستطيع فيها الفرد بيع الوحدة السكنية أو تبديلها
إلا بعد دفع مبلغ كبير لصندوق الإسكان للقوات المسلحة.
21-المعاش
للضباط والصف ضباط
طلب الاستقالة نظريا يكون بعد مضي الضابط عشرة سنوات في
الخدمة ولكن حتى هذا لا يحدث لأن معظم الاستقالات من الخدمة يتم رفضها، وحتى اذا
حدث يكون الضابط بين أن يترك مهنته وهو ليس معه إلا شهادة الثانوية العامة وبين أن
يضطر أن يكمل إلى رتبة العقيد، بداية من رتبة العقيد تكون تلك الرتبة اختيارية
للاستكمال في القوات المسلحة أو الخروج للمعاش، ولكن الأمر ليس كذلك ففي تلك
الرتبة من حقك أن تطلب ولكن من حقهم الموافقة أو الرفض وبالتالي تصبح تلك الخدمة
إجبارية حتى بالنسبة للضباط برتبة العقيد وعادة يفضل الضابط إذا تم رفض طلبه أن
يكمل لرتبة اللواء حيث الحوافز الكبيرة التي تنقله من مستوى اجتماعي لمستوى أكبر
بكثير، وكذلك الحال بالنسبة لصف ضباط فليس من السهل طلب الاستقالة كما أن المعاش يكون
عند سن 55 عاما وليس قبل ذلك إلا لأسباب طبية قوية.
كما أنه في حالة أصر على المعاش ليس من حقه المطالبة
بأوراق شهاداته كي يعمل بها خاصة في الكلية الجوية والكلية الفنية العسكرية وكلية
الطب العسكري، وبالتالي لا يحصل على أي عمل يتعلق بوظيفته السابقة كما أنه يدفع
مصاريف الدورات الدراسية التي حصل عليها أثناء الوظيفة.
22- الشفافية
تغيب تماما الشفافية في القوات المسلحة تحت دعاوى السرية
والمعلومات العسكرية التي لا تمس للعسكرية أصلا وبالتالي تغيب دعاوى المسؤولية
والمحاسبة ويصبح كلام القائد هو المعيار بدعوى أنه الأكثر خبرة أنه هو من يرى
الصورة كاملة والحقيقة أنه يحجب تلك الصورة على الجميع لكي ينفرد بتلك المعرفة
ويظهر أنه الأفضل هذا إن كانت عنده صورة ورؤية فعلا، وإني أتخيل الجنود الروم
والفرس وهم يقفون أمام الجيوش المسلمة التي هزمتهم مرارا وتكرارا وهم رغم ذلك
يعتقدون في حكمة قادتهم وأنهم من عندهم الرؤية كاملة وأنهم يفهمون مالا يفهمونه،
وبتلك الخرافات المستمرة تكون المؤسسة العسكرية هي المؤسسة التي يسهل استغلالها من
رئيس الجمهورية لتحقيق غاياته ولتعمل في خدمة رغباته هو وأسرته، وتظهر القوات
المسلحة في الاعلام على أنها بلا خطأ وعمود البيت لأنه لا يراقبها أحد ولا يطلع
على مواطن الخلل أحد.
23-السلطة
المطلقة على الأفراد
قد يبرر أحدهم السلطة المطلقة على الأفراد بداعي طبيعة
العمل والحروب، ورغم أن آخر تلك الحروب الحقيقية التي تم خوضها هو حرب أكتوبر، بل
هم يستغلون تلك الذريعة لإخضاع المؤسسة وأفرادها وبالتالي إخضاع الشعب معها
والتستر على الفساد التي لا يستطيع الأفراد فضحه لأنهم ممنوعون من الظهور إعلاميا
إلا بإذن من الشؤون المعنوية للقوات المسلحة، فعلى سبيل المثال على تلك السلطة في
غير طبيعة العمل، فتم خصم أموالا كثيرة بدون علم الضباط أو حتى موافقتهم! بعيدا عن
المرتبات الهزيلة التي يتقاضونها مقارنة بنظرائهم في الدول الأخرى، فعلى سبيل
المثال:
أ- تم خصم جزء من
بدل السفر للمبعوثين للخارج واقتطاع مرتباتهم لحين العودة للبلاد
ب- تم إعطاء الضباط
والصف الخريجين مبلغ رمزي لمدة سنتين من التخرج بعدما كان يأخذ مرتبه كاملا مع عدم
حصوله على أي مبالغ داخل تلك الكليات والمعاهد العسكرية.
ج- تم خصم جزء من
المرتب بداعي التبرع لصندوق تحيا مصر
د- تم خصم جزء كبير
من مكافأة المعاش لصالح صندوق تحيا مصر
ه- تم خصم جزء من الراتب الذي
تصرفه الأمم المتحدة لقوات حفظ السلام المصرية وأصبح الفرد بدلا من
أن كان مرتبه 4000 دولار يأخذ فقط 750 دولار من مصر والباقي يدخل في خزينة الجيش.
و-تم إطالة مدة
الدراسة بمعهد صف ضباط من سنة إلى ثلاث سنوات بلا أي منفعة تُذكر.
ز- تم إطالة المدة
بين الدرجات الأخرى في صف ضباط إلى سبع سنوات ومنعهم من الترقي لرتبة الضابط.
ح- هناك طرق أخرى تم
توضيحها مسبقا في هذا المكان أقل تلك الطرق النقل من الوحدة إلى مكان سيء مرورا
بالعرض على الطب النفسي والصدمات الكهربائية وصولا إلى المحاكمات العسكرية والسجن
أو الفصل من العمل.
ط- بالإضافة لتلك
العقوبات هناك أيضا السيطرة بالجزرة أحيانا بدلا من العصا؛ وهي أنه بعد المعاش
للرتب الكبيرة المرضي عنها يتم تعيينها في المناصب العليا حتى وإن كانت ليس لها
أية خبرة أو دراية بها، وإنما الغرض للسيطرة على مفاصل الدولة عن طريق الذين
يحافظون على استمرار نفس الأسلوب القائم.
كل هذا يحدث بداعي الوطنية التي تُستغل لصالح أصحاب القوى
والنفوذ وهم آخر من يؤمن بها ويطبقها إلا لمصلحته فتستخدم كقرابين لكهنة المعبد
التي يأكلونها بعد أن ينصرف الناس، وتم خصم المرتب بعد التخرج من الكليات العسكرية
وإعطائهم راتب رمزي لمدة سنة، في المقابل تنطلق مهمة القوات المسلحة في تلبية
رغبات قائدها الأعلى فقط، فتجد رقابة من أصحاب النفوذ على تلبية رغباتهم ولكن لا
توجد شفافية أو محاسبة لصرف الأموال فتجدها تبالغ في الاحتفالات والمؤتمرات
والعروض العسكرية التي لا طائل منها إلا الظهور بالمظهر الإعلامي البطولي بينما
الحقيقة غير ذلك، فهي دورها أن تكون الباب الخلفي لفساد الزعماء مع إظهار الشو
الإعلامي عن البطولة والتضحية والفداء، كل هذا وأكثر يتم في ما يسمى العمود الأخير
للدولة.
في النهاية على القوات المسلحة عدم الاعتماد على الإعلام
لتلميع صورتها وإظهارها بمظاهر أنها هي المؤسسة الوحيدة التي لا يوجد بها فساد
وأنها العمود الأخير للدولة بينما داخلها مسوس، وما ذكرناه هنا ستجد مثله في الدول
الفاشلة التي تنظر تحت أقدامها، وللتخلص من هذا الفساد يجب على الدولة عدم اختراع
العجلة من جديد والتعلم من تجارب الدول المتقدمة وعدم الاعتماد على الأعداد
الكبيرة وإنما الجيوش الأقل عددا ذات الكفاءة العالية التي تحس بالعدل والمساواة
وعدم تقييد الحريات لأن ذلك هو ما يحقق النصر، ولنا في الفرس والروم في هزائمهم
عبرة لمن يعتبر، فرغم أنهم كانوا يجبرون الناس على التجنيد وكانوا يربطونهم بسلاسل
لكي يحاربوا لم تغن كثرتهم أمام قلة مقبلة على القتال وتحس بمقدار العدل الموجود،
فكما يقول ابن تيمية: إن الله يهلك الدول الظالمة ولو كانت مسلمة ويقيم الدول
العادلة ولو كانت كافرة.
*الكاتب متنازل عن حقوق الملكية الفكرية لهذه
المقالة ويحض على نشرها
رابط مقال هل دخول الكليات العسكرية والشرطة هو الحلم
ما لا
سيقولونه لك عند التحاقك بالجيش المصري
يعد الانتماء كضباط للجيش المصري حلما لبعض طلبة الثانوية العامة وكابوسًا بالانتماء له كعساكر لخريجي الكليات والمعاهد المدنية (يمكن الرجوع لمقالنا هل دخول الكليات العسكرية والشرطة هو الحلم). في هذه التناقض نستعرض بعضًا من صور الفساد داخل الجيش المصري الذي يطلق عليه العمود الأخير للدولة؛ فهل هو عمود يعتمد عليه فعلا؟ هذه بعض صور الفساد وهي غيض من فيض وما خفي كان أعظم.
1-التخصص
داخل الكليات
2-الوصول إلى
المناصب والقيادات
3- تقييد
الحرية
ستجد مدى التدخل العسكري حتى في حياتك الشخصية فعلى سبيل
المثال:
أ- ستجد الشرطة
العسكرية تجري وراءك بحجة أنه ممنوع المشي مترجلا بالزي العسكري، وذلك مع عدم
توفير وسائل مواصلات مناسبة للتحرك.
ب_ ممنوع إعفاء اللحية، على عكس دول الخليج وحتى بعض الدول الأوروبية، والسماح بإطلاق
الشارب، وليس هناك أي معنى مفهوم تجده في ذلك إلا الخوف المرعب من أي مسحة إسلامية
في الجيش.
ج- ستجد أن
المخابرات الحربية سوف تلاحقك حتى بعد خروجك على المعاش بتقاريرها التي سوف تستمر
معك في أثناء تقدمك لأي وظيفة
أخرى.
د- عند دخولك
الكليات العسكرية أو ترشحك لأي بعثة أو مأمورية خارج البلاد سوف تتعرض لجهاز كشف
الكذب الذي ثبت عدم فاعليته ولكنه سوف يؤثر عليك ويُخضعك لتجارب نفسية سيئة.
ه- ممنوع الخروج
للمعاش لمن حصل على أي بعثة خارج البلاد إلا بعد مرور سبعة سنوات على الأقل من
تاريخ عودته من بعثته
و-السفر بعد الخروج على المعاش مقيد لمدة خمس سنين إلا بالحصول على تصريح من الوزارة وغير تلك من الصور للتقييد التي ما أنزل الله بها من سلطان.
4- الزواج
بأجنبية
ستجد أنه من القوانين العجيبة هو منع الزواج بأجنبية وستجد أنه عقوبتها السجن لمدة سنة، إلا إذا كانت "أمريكية"، والسماح بالزواج بعد الإذن من رئيس الجمهورية في الجنسيات العربية وحتى تلك ليست متاحا لكل الجنسيات فهي مرفوضة لبعض الجنسيات مثل الجنسية السورية والمغربية وغيرهما.
5- التحكم في
زي الزوجة
ستجد أنه هناك تعليق على لبس الزوجة مثل النقاب والتشديد
على مثل ذلك الملبس والإحالة للمعاش مبكرا بسبب ذلك ومنع السفر وفي نفس الوقت فلن
تجد ذلك التشديد مع من يلبس زوجته ملابس فاضحة على وجه العموم أو في ملابس البحر
في مصايف القوات المسلحة.
6- الملحقية
العسكرية
يكون حلم الطالب العسكري هو السفر للخارج كملحق عسكري
للدولة أثناء خدمته لأنه يعرف أن ذلك طريقه إلى الثروة ولكنه سيجد شرطا عائقا في
طريق لذلك وهو الشرط الأساسي وليس ذلك الشرط هو مدى تفوقه وإنما هو أن تلبس زوجته
"الإيشارب الإسباني" الكاشف للرقبة، وجيبة أو بنطلون فوق الكعب وذلك
اقتداء بزوجة الرئيس وكان قبل ذلك أيام حسني مبارك ألا تلبس الحجاب أصلا فهل وجود
أي فرد في المنصب مرهون بأن تلبس زوجته مثل زوجة الرئيس معيار في أي دولة محترمة.
7- الراتب
من المعروف مدى تغرب الضابط في الثكنات العسكرية المنتشرة
بطول حدود مصر ومع ذلك تجد راتبه ليس بالراتب المرفه مقارنة بجيوش العالم وتجده في
مستوى أقل حتى من المتوسط على عكس ما يشاع وتجد مرتب الجندي 20 دولار شهريا؛
يضطر بهم أن يقترض من والديه أو يعمل في وقت إجازته الزهيد كي يستطيع فقط أن يعيش.
8- حافز
الانتماء والولاء
على المقابل من هذه المرتبات الزهيدة تجد أنه كلما ترقيت
في المناصب لها حافز انتماء وولاء وخاصة رتبة اللواء يتضاءل أمامها ذلك المرتب
بالإضافة إلى العضوية الشرفية لبعض المناصب الخاصة في بعض اللجان التابعة للدولة
التي يتحصل منها على الأموال بدون أي مقابل مما يثير الامتعاض في طائفة الضباط وفي
نفس الوقت يسعى للوصول بأية وسيلة لتلك المناصب من جهة أخرى.
9- الزي
العسكري
يتم صرف زي عسكري بمختلف أنواعه للضباط كل فترة وهذه
الفترة تجدها كبيرة مقارنة باستهلاكه للملابس التي هي أصلا ذات جودة رديئة مما
يضطره إلى تفصيل ذلك الزي كل فترة وإلى إهدار الأموال في تفصيل زي لا يلبس معظمه
أصلا لرداءته.
10-
المخابرات والرقابة الإدارية
يتم ترشيح الضباط حتى رتبة النقيب للعمل في المخابرات
والرقابة الإدارية وهي هيئات يسعى الضابط للترشح إليها لتضاعف مرتبه عدة مرات ورغم
تلك الاختبارات التي يخوضونها إلا أنهم يعرفون أن المعيار الأهم هو مدى تلك
المحسوبيات التي تعرفها في ذلك الجهاز الذي يساعدك في الدخول فيها.
11- القضاء
العسكري
القضاء العسكري أحد أدوات القوات المسلحة للسيطرة على
العسكريين ومؤخرا المدنيين وهو معروف بمدى تعسفه في الأحكام الصادرة عنه ومن حق
القائد تحويل الضابط للمحاكمة العسكرية ومن حقه بعد إصدارها عدم التصديق عليها
ومحاكمته مرة أخرى للحصول على حكم أكثر قسوة كما أن من حقه أن يخفف تلك الأحكام،
فأصبح هو القاضي والحكم، بدلا من انتداب لجنة من القضاء العادي والطبيعي لتكون
داخل المؤسسة العسكرية وممارسة التحقيقات المطلوبة.
بل إنه أصبحت هناك تهمة تسمى إحراج القائد إن سألته سؤالا لا يعجبه؛ وهذه هي طبيعة المؤسسات في الدول المتخلفة عندها هاجس من أن يكون عليها رقيب أو حسيب وتعتقد أن الزي العسكري وحده هو من يحول الإنسان من متآمر إلى وطني ، فمن المعروف أن القيادات العليا لديها مثلث الرعب كما يسمونها المتكون من الأمن والشرطة العسكرية والقضاء العسكري الذين مسؤولين عن إخضاع الأفراد للأوامر بطريقة مباشرة أو غير مباشرة.
12- الأمن
من المعروف أن قسم الأمن في الوحدة لا يتبع قائد الوحدة
تبعية مباشرة وإنما المخابرات الحربية ويأخذ أفراده وضعا خاصا عن باقي أفراد
الوحدة، كما أنه أهم وظيفة للأمن هو عدم وجود أي مسحة إسلامية لأي ضابط وعدم
الكلام في الوضع السياسي القائم في البلاد بأي نقد، ويستطيع أي شخص بأي وشاية
إخضاعك للتفتيش والتحقيق وإيقاف مسارك المهني وليس من حقك معرفة من أصدر تلك
الوشاية للتحقيق معه، والوظيفة الرئيسية لضباط ذلك الفرع هو الإبلاغ عن زملائهم
وتحريض بعض الضباط والصف والجنود للوشاية بزملائهم وهم ما يسمون (العصافير) كناية
عن نقلهم الأخبار.
13- الطوابير
العسكرية
يتم الاعتماد على الطوابير التي تهدر وقتًا طويلًا على
العكس من الاعتماد على التكنولوجيا الجديدة مثل جهاز الحضور بالبصمة الذي يحقق مدى
عدالة أكبر وذلك لكي يكون الأمر في يد القائد بدلا من جهاز الكتروني أعدل وحتى
عندما تم صرف تلك الأجهزة تم تحويلها للعهدة حتى لا تكون رقابة على القائد ولكن
القائد هو المراقب على من أدنى منه، بالإضافة إلى عدم أهمية الأوامر داخل تلك
الطوابير من صفا وانتباه وحتى الخطوة المعتادة والفقرات الاستعراضية التي تظهر في
حفل تخرج الكليات العسكرية يتم التدريب عليها لمدة أربعة أشهر على الأقل، مما لا
يوجد نظير لذلك في الدول المحترمة.
14-
الاستثمار
أخذت القوات المسلحة في اتجاهها للاستثمار وأصبحت مهمة
الجيش الأساسية هي الاستثمار ولو حتى على حساب الاستثمار عن الشركات الخاصة، والتي
تتميز عنها القوات المسلحة بوفرة الأيدي العاملة التي تعمل بالسخرة وبدون مقابل
وبتوفر الأموال السائلة الجاهزة لصرفها مباشرة، وأصبح الضابط في بعض الوحدات مهمته
متابعة بيع اللحوم والخضروات والزيت والسمك والجمبري بدلا من الحرب والقتال بل
وأصبح هذا من الأماكن المريحة له بدلا من التواجد من الأماكن الحدودية سيئة
الإداريات، كما أن تلك الأماكن تتطلب أيد عاملة كثيرة مما يزيد عدد المجندين ويؤثر
على كفاءة الخريجين من المعاهد والكليات الذين ينسون ما درسوه في كلياتهم المدنية
مما يؤثر على الكفاءة المدنية للدولة ككل، كما يؤثر ذلك على الأراضي الزراعية
المنتظر رعايتها من الأبناء في الريف وحتى ذلك الاستثمار أصبح على حساب الضباط
أنفسهم في المصايف والفنادق والنوادي التي تفضل المدني الذي ستحصل منه على عائد
أكبر ومن المستشفيات العسكرية كذلك التي تعالج الفنانين والمغنيين وأصبحت تحرم
عائلة الضابط وأصبح العسكريون مقيدين بالخريطة العلاجية لتقييد علاجه بمستشفيات
ذات جودة ليست بالعالية، كما أنه تم منع علاج الوالدين على نفقة القوات المسلحة
لتوفير النفقات، وعند دراستنا للتاريخ سنجد أنه بعد صرف مهمة الجيش في الدولة
العباسية عند غزو التتار عاصمة الخلافة بغداد إلى الزراعة والأسواق بدلا من
التدريب والقتال تسبب في غزوها بكل سهولة من التتار والقضاء عليها.
15-
المحسوبية في الجنود
من المعروف أن تكون عسكريًا أو ضابط احتياط يعتمد على مدى
طلب القوات المسلحة لبعض التخصصات وعلى مدى ما تعرف من واسطة كما أنه بعد أن تكون
عسكريًا مكان تواجدك وتوزيعك يعتمد بشكل أساسي على مدى ما تعرف من واسطة والمهنة
الأفضل الآن لبعض العساكر هي أن تعمل بالبوفيه مسؤول عن تحضير الشاي والقهوة
للضباط على عكس كثير من جيوش العالم التي توفر شركات مدنية لذلك.
16- الكانتين
أصبح المصدر الأساسي للصرف على الوحدة بالنسبة لقائد
الوحدة هو الكانتين فأصبح يغلق كافة المنافذ بالنسبة لأفراد الوحدة لكي يشتروا من
الكانتين بأسعار عالية كما أن الاستدعاء للعساكر بعد الخدمة يكون مصدر أساسي
لتشغيل ذلك الكانتين والحصول على الأرباح بدلا من الاعتماد على ميزانية الوزارة
التي تصرف على الحفلات والتشريفات.
17- التدريب
للجنود
من المعروف غياب التدريب للجنود على حساب العمل في الوحدة
في تنظيفها وكنسها وغسيل الحمامات وعمل الشاي والقهوة مما يجعلهم أفراد للسخرة فقط
بدون أي استعداد عسكري على أبسط قواعد الرماية.
كما أن الضابط والصف ضابط تحول عمله مع الجنود إلى ما
يشبه مقاول الأنفار وكلما نجح في تنفيذ الأوامر العليا بعيدا حتى عن التدريب وانما
في توجيه العساكر لرغبات القادة كلما كان ذلك أفضل له بدون النظر للغايات العليا
للجيوش.
كما أن أسلوب التدريب والتعليم في القوات المسلحة يعتمد
على التلقين والحفظ لمواد عسكرية بدلا من الاعتماد على وسائل التدريب الحديثة التي
تعتمد على إشراك المتدرب في أجهزة محاكاة حديثة مما يجعل أسلوب التعليم تقليدي لا
يجدي نفعا.
18- سوء الاداريات
الأعمال الإدارية بالغة السوء في
القوات المسلحة، بدءا من صرف المهمات العسكرية من ملابس وغيرها وإهمال مقاسات
الأفراد ما يجعله لا يبدو بمظهر عسكري لائق، وحتى سوء
خدمات الطعام ودورات المياه المُقدمة للجنود وضباط الصف
التي لا تليق بالشكل الآدمي ، كما أن الطعام زهيد جدا ولا يكفي ويضطر الجنود
للإعتماد على مصدر خارجي كالكانتين أو جلب طعام من خارج الوحدة.
19- الطبقية
بعد سوء كل تلك الخدمات نجد الطبقية
تتمثل في مظاهر البذخ التي تظهر في الحفلات والتشريفات والتفتيشات في أثناء زيارة
شخصية مهمة للوحدة وفي الوقت نفسه تتمتع أسرة الرئيس
بالسفر للخارج بطائرات القوات المسلحة للتسوق وجلب ما يحتاجه بتلك الطائرات من
الخارج في تجاهل تام لمعاناة الشعب، كما نجد تلك الطبقية في عدد السنين التي
يقضيها الجنود كخدمة اجبارية في القوات المسلحة حسب المؤهل الذي حصل عليه، مما
يجعل الوحدة تفضل العسكري غير المتعلم في الخدمة لأنه سيقضي معها فترة أطول ويجعل
المترشح للخدمة الإجبارية يحاول الحصول على مؤهل أكبر حتى ولو لم يكن سيحتاجه
ويقضي فيه السنوات الطوال بلا أي منفعة؛ كل ذلك لكي يهرب من الخدمة الإجبارية في
الجيش لمدة أكبر.
20- المدن
العسكرية
أصبحت القوات المسلحة توفر مساكن للضباط في مدن عسكرية
مجمعة بدلا من صرف قرض حسن للضباط لشراء وحدة سكنية في أي مكان في الدولة فهي بسبب
ذلك تسعى لهجرة الضباط من الريف إلى المدن وفي نفس الوقت تجعلهم هدفا شرعيا وقت
الحرب لضرب تلك المدن بدلا من توزيعهم في أنحاء البلاد، بالإضافة لسخط الضباط
والصف عن سوء الخدمات في تلك المدن وإهمال الصيانة المستمرة للمرافق وأنها بنظام
الإيجار التمليكي لمدة 30 سنة لا يستطيع فيها الفرد بيع الوحدة السكنية أو تبديلها
إلا بعد دفع مبلغ كبير لصندوق الإسكان للقوات المسلحة.
21-المعاش
للضباط والصف ضباط
طلب الاستقالة نظريا يكون بعد مضي الضابط عشرة سنوات في
الخدمة ولكن حتى هذا لا يحدث لأن معظم الاستقالات من الخدمة يتم رفضها، وحتى اذا
حدث يكون الضابط بين أن يترك مهنته وهو ليس معه إلا شهادة الثانوية العامة وبين أن
يضطر أن يكمل إلى رتبة العقيد، بداية من رتبة العقيد تكون تلك الرتبة اختيارية
للاستكمال في القوات المسلحة أو الخروج للمعاش، ولكن الأمر ليس كذلك ففي تلك
الرتبة من حقك أن تطلب ولكن من حقهم الموافقة أو الرفض وبالتالي تصبح تلك الخدمة
إجبارية حتى بالنسبة للضباط برتبة العقيد وعادة يفضل الضابط إذا تم رفض طلبه أن
يكمل لرتبة اللواء حيث الحوافز الكبيرة التي تنقله من مستوى اجتماعي لمستوى أكبر
بكثير، وكذلك الحال بالنسبة لصف ضباط فليس من السهل طلب الاستقالة كما أن المعاش يكون
عند سن 55 عاما وليس قبل ذلك إلا لأسباب طبية قوية.
كما أنه في حالة أصر على المعاش ليس من حقه المطالبة
بأوراق شهاداته كي يعمل بها خاصة في الكلية الجوية والكلية الفنية العسكرية وكلية
الطب العسكري، وبالتالي لا يحصل على أي عمل يتعلق بوظيفته السابقة كما أنه يدفع
مصاريف الدورات الدراسية التي حصل عليها أثناء الوظيفة.
22- الشفافية
تغيب تماما الشفافية في القوات المسلحة تحت دعاوى السرية
والمعلومات العسكرية التي لا تمس للعسكرية أصلا وبالتالي تغيب دعاوى المسؤولية
والمحاسبة ويصبح كلام القائد هو المعيار بدعوى أنه الأكثر خبرة أنه هو من يرى
الصورة كاملة والحقيقة أنه يحجب تلك الصورة على الجميع لكي ينفرد بتلك المعرفة
ويظهر أنه الأفضل هذا إن كانت عنده صورة ورؤية فعلا، وإني أتخيل الجنود الروم
والفرس وهم يقفون أمام الجيوش المسلمة التي هزمتهم مرارا وتكرارا وهم رغم ذلك
يعتقدون في حكمة قادتهم وأنهم من عندهم الرؤية كاملة وأنهم يفهمون مالا يفهمونه،
وبتلك الخرافات المستمرة تكون المؤسسة العسكرية هي المؤسسة التي يسهل استغلالها من
رئيس الجمهورية لتحقيق غاياته ولتعمل في خدمة رغباته هو وأسرته، وتظهر القوات
المسلحة في الاعلام على أنها بلا خطأ وعمود البيت لأنه لا يراقبها أحد ولا يطلع
على مواطن الخلل أحد.
23-السلطة
المطلقة على الأفراد
قد يبرر أحدهم السلطة المطلقة على الأفراد بداعي طبيعة
العمل والحروب، ورغم أن آخر تلك الحروب الحقيقية التي تم خوضها هو حرب أكتوبر، بل
هم يستغلون تلك الذريعة لإخضاع المؤسسة وأفرادها وبالتالي إخضاع الشعب معها
والتستر على الفساد التي لا يستطيع الأفراد فضحه لأنهم ممنوعون من الظهور إعلاميا
إلا بإذن من الشؤون المعنوية للقوات المسلحة، فعلى سبيل المثال على تلك السلطة في
غير طبيعة العمل، فتم خصم أموالا كثيرة بدون علم الضباط أو حتى موافقتهم! بعيدا عن
المرتبات الهزيلة التي يتقاضونها مقارنة بنظرائهم في الدول الأخرى، فعلى سبيل
المثال:
أ- تم خصم جزء من
بدل السفر للمبعوثين للخارج واقتطاع مرتباتهم لحين العودة للبلاد
ب- تم إعطاء الضباط
والصف الخريجين مبلغ رمزي لمدة سنتين من التخرج بعدما كان يأخذ مرتبه كاملا مع عدم
حصوله على أي مبالغ داخل تلك الكليات والمعاهد العسكرية.
ج- تم خصم جزء من
المرتب بداعي التبرع لصندوق تحيا مصر
د- تم خصم جزء كبير
من مكافأة المعاش لصالح صندوق تحيا مصر
ه- تم خصم جزء من الراتب الذي
تصرفه الأمم المتحدة لقوات حفظ السلام المصرية وأصبح الفرد بدلا من
أن كان مرتبه 4000 دولار يأخذ فقط 750 دولار من مصر والباقي يدخل في خزينة الجيش.
و-تم إطالة مدة
الدراسة بمعهد صف ضباط من سنة إلى ثلاث سنوات بلا أي منفعة تُذكر.
ز- تم إطالة المدة
بين الدرجات الأخرى في صف ضباط إلى سبع سنوات ومنعهم من الترقي لرتبة الضابط.
ح- هناك طرق أخرى تم
توضيحها مسبقا في هذا المكان أقل تلك الطرق النقل من الوحدة إلى مكان سيء مرورا
بالعرض على الطب النفسي والصدمات الكهربائية وصولا إلى المحاكمات العسكرية والسجن
أو الفصل من العمل.
ط- بالإضافة لتلك
العقوبات هناك أيضا السيطرة بالجزرة أحيانا بدلا من العصا؛ وهي أنه بعد المعاش
للرتب الكبيرة المرضي عنها يتم تعيينها في المناصب العليا حتى وإن كانت ليس لها
أية خبرة أو دراية بها، وإنما الغرض للسيطرة على مفاصل الدولة عن طريق الذين
يحافظون على استمرار نفس الأسلوب القائم.
كل هذا يحدث بداعي الوطنية التي تُستغل لصالح أصحاب القوى
والنفوذ وهم آخر من يؤمن بها ويطبقها إلا لمصلحته فتستخدم كقرابين لكهنة المعبد
التي يأكلونها بعد أن ينصرف الناس، وتم خصم المرتب بعد التخرج من الكليات العسكرية
وإعطائهم راتب رمزي لمدة سنة، في المقابل تنطلق مهمة القوات المسلحة في تلبية
رغبات قائدها الأعلى فقط، فتجد رقابة من أصحاب النفوذ على تلبية رغباتهم ولكن لا
توجد شفافية أو محاسبة لصرف الأموال فتجدها تبالغ في الاحتفالات والمؤتمرات
والعروض العسكرية التي لا طائل منها إلا الظهور بالمظهر الإعلامي البطولي بينما
الحقيقة غير ذلك، فهي دورها أن تكون الباب الخلفي لفساد الزعماء مع إظهار الشو
الإعلامي عن البطولة والتضحية والفداء، كل هذا وأكثر يتم في ما يسمى العمود الأخير
للدولة.
في النهاية على القوات المسلحة عدم الاعتماد على الإعلام
لتلميع صورتها وإظهارها بمظاهر أنها هي المؤسسة الوحيدة التي لا يوجد بها فساد
وأنها العمود الأخير للدولة بينما داخلها مسوس، وما ذكرناه هنا ستجد مثله في الدول
الفاشلة التي تنظر تحت أقدامها، وللتخلص من هذا الفساد يجب على الدولة عدم اختراع
العجلة من جديد والتعلم من تجارب الدول المتقدمة وعدم الاعتماد على الأعداد
الكبيرة وإنما الجيوش الأقل عددا ذات الكفاءة العالية التي تحس بالعدل والمساواة
وعدم تقييد الحريات لأن ذلك هو ما يحقق النصر، ولنا في الفرس والروم في هزائمهم
عبرة لمن يعتبر، فرغم أنهم كانوا يجبرون الناس على التجنيد وكانوا يربطونهم بسلاسل
لكي يحاربوا لم تغن كثرتهم أمام قلة مقبلة على القتال وتحس بمقدار العدل الموجود،
فكما يقول ابن تيمية: إن الله يهلك الدول الظالمة ولو كانت مسلمة ويقيم الدول
العادلة ولو كانت كافرة.
*الكاتب متنازل عن حقوق الملكية الفكرية لهذه
المقالة ويحض على نشرها
رابط مقال هل دخول الكليات العسكرية والشرطة هو الحلم
تعليقات
إرسال تعليق